متابعات
تقع مدينة جرش في المملكة الأردنية الهاشمية وتبعد نحو 48 كلم شمال العاصمة عمان وتمتد في سهل خصب تحيط به التلال والغابات والأراضي الزراعية، وترتفع نحو 300 متر فوق سطح البحر. وتشير المخطوطات والمراجع التاريخية إلى أن المؤسس الحقيقي لجرش هو الإسكندر المقدوني عام 331 قبل الميلاد. مرت المدينة خلال تاريخها بالكثير من الأحداث ولكن يعود العصر الذهبي لها إلى فترة الحكم الروماني حيث كانت تعرف حينها ب«جيريسا» وصنفت كواحدة من أعرق المدن الرومانية الخالدة في العالم. اندثرت مدينة جرش تحت التراب لعدة قرون قبل أن يتم اكتشافها من قبل علماء الآثار لتعطي العالم مثالاً غاية في الروعة عن التطور العمراني الذي وصلت إليه الحضارة الرومانية في الفترة التي سادت فيها الشرق الأوسط، فالمدينة التاريخية ملأى بالشوارع المعمدة والعريضة والمعابد الشاهقة والمسارح الرومانية الرائعة إضافة إلى الساحات والجدران والبوابات الضخمة. وعلى مر العصور اكتسبت هذه المدينة أهمية كبيرة حيث أصبحت مركزاً تجارياً مهماً للعديد من المدن المحيطة. ولكن الغزو الفارسي عام 614 أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة من هذه المدينة إلا أنها عادت لتزدهر في فترة الدولة الأموية وأثناء الغزو الصليبي تحولت بعض الأبنية إلى حصون وقلاع بما في ذلك معبد «ارتيمس» الشهير. واستمرت المدينة بالاندثار بعد ذلك في فترة الأيوبيين والمماليك والعثمانيين لتعود حملات التنقيب والاستكشاف إلى هذه المنطقة منذ عام 1920 وما زالت مستمرة.
المسرح الروماني الجنوبي بعد الاستكشافات التي طالت هذه المدينة أصبحت جرش وجهة للسياح من مختلف أنحاء العالم الذين يأتون إليها ليتعرفوا الى تاريخها الحافل ويشاهدوا الآثار التي تتحدث عن عراقة هذه المنطقة. ومن المعالم البارزة التي ما زالت حاضرة في جرش المسرح الروماني الجنوبي وهو مدرج تقليدي بني أواخر القرن الأول الميلادي ويستوعب نحو 3000 مشاهد. وهناك أيضاً المسرح الشمالي الذي يتسع لنحو 1500 مشاهد وكانا مخصصين للمبارزات ومصارعة الحيوانات المفترسة. وتقام على المدرجان حاليا الفعاليات الفنية والثقافية من مسرحيات وحفلات غنائية وأمسيات شعرية يتضمنها (مهرجان جرش للثقافة والفنون) السنوي الذي انطلق لأول مرة عام 1981 وهو مهرجان فني غنائي ترفيهي يقام كل عام في مدينة جرش ويحظى بحضور لافت من مختلف أنحاء العالم ويسهم هذا المهرجان في معرفة الحضور لتاريخ المدينة وحضارتها. ومن المساجد التي ما زالت حاضرة في جرش «المسجد الحميدي» وهو من أشهر المساجد الموجودة في هذه المدينة وأخذ هذه التسمية نسبة إلى السلطان عبد الحميد الثاني الذي بناه في عهده سنة 1879م وهو محاط بالآثار الرومانية في جهته الشمالية والغربية ويشرف المسجد على المدرج الروماني وشارع الأعمدة وكانت تمر بالقرب من المسجد قناة رومانية تم تحويلها لكي لا تؤثر في أساسات المسجد وتمت توسعته عام 1984م وله مئذنة دائرية حجرية بارتفاع 15 متراً ويتسع لنحو 1500 مصل. إلى الشرق من مدينة جرش يقع مقام النبي هود على قمة جبل مرتفع والطريق إلى هذا المقام ضيق ومتعرج وذو ارتفاع حاد. يتكون البناء من غرفة مساحتها 16 متراً مربعاً يعلوها قبة وأرضيتها مفروشة بالسجاد والحصر. هذا فقط غيض من فيض فلا يزال هناك العديد من الأمكنة الأخرى الرائعة في مدينة جرش والتي تفوح منها رائحة العراقة وتشهد على الحضارات التي تعاقبت في هذه المنطقة. «سبيل الحوريات» من الأماكن الأخرى التي يزورها السياح «سبيل الحوريات» وهو بناء يضم مجموعة من نوافير المياه وكان يطلق عليه اسم (نمفيوم)، شيد عام 191 للميلاد ولا يزال هذا السبيل يثير خيالات الزائر والسائح ويمنحه فرصة الاستمتاع بهذه النوافير الرائعة التي بنيت لحوريات الماء كما تقول الأسطورة، ويزين الرخام الجزء السفلي لهذا السبيل بينما تزين أعلاه زخارف هندسية رائعة التكوين. ويقع بجانب السبيل ساحة الندوة وهي ساحة بيضاوية الشكل تحيط بها الأعمدة من كافة جوانبها. المصدر نيوز نيوز
Meanwhile, the problems with which schools had samedaypaper.org to deal mounted


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

الاكثر تفاعل

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية