وقـفـة مـع السـياحـة الـديـنـيـة
– مقالات – مـؤيـد الصالحي كثيرا ما يتردد على لسان السادة المسؤولين و الإعلاميين و الأفراد بمناسبة و بدونها هـنا وهـناك ، وعلى نطاق واسع صار شائعا في الفترة الأخيرة ، أمورا و مسائل تتعلق بشان طرح ( السياحة الدينية ) كمورد بـديل وأساسي مهم للعملة الصعبة ، لا سيما بعد انخفاض أسعار النفط ، وثمة من يدعي إن واردات السياحة الدينية تضاهي العوائد النفطية ، لذلك أجـد من المناسب توضيح اللبس الذي لا ينفك يقع به الجميع دون دراية تامة و فهم موضوعي ، انطلاقا من خبرتي المتواضعة و اختصاصي الـدقـيـق في هـذا المجال ، فأقـول مؤكدا على إن الأمر ليس كما يـذهب الجميع في تصوراتهم على الإطلاق ، و لكن في البداية دعوني أوضح ماهي السياحة ؟ ومن هـو السائح ؟ حتى تكتمل الصورة وتسود الحقيقية ، فالسياحة ببساطة شديدة : – هي ظاهرة انتقال من مكان لآخر لغرض السياحة لمسافة لا تقل عن ثمانين كيلو مترا حسب تعريف ( منظمة السياحة العالمية ) ، أما السائح فهو الشخص الذي ينتقل من مكان إقامته إلى مكان آخر ليس لغرض البحث عن ( عمل ) ، ويجب أن يقضي يوما كاملا فما فـوق في المكان الجديد ، هـذا وان احدث تصنيف للأغراض السياحية هـو كالآتي : – السياحة الترفيهية : وتعد من أقدم الأنماط السياحية وأكثرها شيوعا و انتشارا ، حيث وصلت نسبة السياحة الدولية مؤخرا إلى 80 % و ينفق السائح المبالغ الكبيرة على مجالات الاستمتاع و الترفيه عن النفس ، وكانت في السابق تقتصر على الطبقات الثرية ، ولكن في السنوات الأخيرة أصبحت في متناول الجميع . وتاتي بعدها السياحة الاثارية ( الثقافية ) : حيث وصلت نسيتها 10 % من حركة السياحة العالمية ، وتشمل زيارة الاماكن الاثرية و التعرف على الحضارات القديمة والمتاحف و المسارح و المشاركة في المؤتمرات و حضور الندوات و المعارض الفنية . وهناك السياحة العلاجية : وتهدف الى زيارة المياه المعدنية و الكبريتية الصحية ، وزيارة المصحات للعللاج من بعض الامراض . و هناك سياحة المحميات الطبيعية النباتية و الحيوانية . اما السياحة البحرية : وتشمل المناطق التي يتواجد فيها الماء كالبحار و البحيرات و الشلالات و المساقط المائية . وهنالك السياحة الرياضية ، وسياحة المغامرات في مجاهل الغابات وتسلق الجبال والصيد وركوب الامواج والغوص في اعماق البحار . . اما السياحة الدينية : وتشمل زيارة المناطق الدينية لمختلف الاديان ، والوصول لاماكن العبادة المقدسة مثل زيارة الاضرحة ، والامر يتعلق بالجاني الروحي للانسان ، فهي مزيج من التامل الديني و الثقافي ، فالسائح يقصد العتبات المقدسة لاداء مراسيم الزيارة فانه لايمكث كثيرا ، وايضا يكون شحيح الانفاق ، وتدني ليالي الاقامة ، وفي اغلب الاحيان يكون تواجده محدودا لا يتعدى اليوم الواحد ، ولاينك ران هنالك اعدادا كبيرة من زوار العتبات المقدسة من داخل العراق ومعهم الافواج السياحية من الخارج القادمين الى العراق من مختلف البلدان عبر المنافذ الحدودية يفوق كثيرا القادمين بواسطة الاجواء العراقية ، وهذا يشير الى ضعف مداخيلهم المادية الحياتية و المعيشية ، وبالتالي يشير بوضوح الى محدودية الانفاق المالي لهؤلاء الســـياح ( الزوار ) .








التعليقات