جامع ابن طولون
صورة فيها العراقة .. مسجد يدخل فى موسوعة الريادة بالنسبة للمساجد فى شمال إفريقيا .. هو المسجد الوحيد بمصر الذي غلب عليه طراز سامراء حيث المئذنة الملتوية المدرجة .. وهى أقدم مئذنة موجودة في مصر .. هو علامة من العلامات البارزة فى بناء المساجد بوجه عام .. جامع ابن طولون أتم أحمد بن طولون بناء قصره عند سفح المقطم .. وأنشأ الميدان أمامه .. وبعد أن انتهى من تأسيس مدينة القطائع .. شيد مسجده على جبل يشكر .. وأنفق مائة وعشرين ألف دينار في بنائه .. الجامع وإن كان ثالث الجوامع التي أنشئت بمصر بعد جامع عمرو وجامع العسكرإلا أنه يعتبر أقدم جامع احتفظ بتخطيطه وكثير من تفاصيله العمارية الأصلية .... قام السلطان لاجين بإدخال بعض الإصلاحات فيه .. وأمر بصناعة ساعة فيه .. فجعلت قبة فيها فتحات صغيرة على عدد ساعات الليل والنهار .. فإذا مرت ساعة انغلقت الفتحة التي هي لتلك الساعة وهكذا .. في عهد الأيوبيين أصبح جامع ابن طولون جامعة تدرس فيه المذاهب الفقهية الأربعة .. وكذلك الحديث والطب إلى جانب تعليم الأيتام .. تمت الإصلاحات في هذا الجامع عدة مرات .. منها إصلاحات بدر الجمالى وزيرالخليفة المستنصر الفاطمى .. حيث أضيف محراب شديد الإتقان من الجص برواق القبلة .. بالإضافة إلى محرابين جصيين آخرين ينتمي أحدهما إلى العصر الطولونى .. والثاني في العصر الفاطمى وكلاهما برواق القبلة أيضاً .. يبلغ طول الجامع مائة وثمانية وثلاثين متراً وعرضه مائة وثمانية عشر متراً .. الصحن مكشوف مربع يتوسطه قبة محمولة على رقبة مثمنة .. يحيط بالصحن أربعة أروقة أكبرها رواق القبلة .. يغطى الأروقة الأربعة سقف من الخشب .. بأسفلة إزار من الخشب القديم المكتوب عليه من سور القرآن الكريم بالخط الكوفى المكبر .. شبابيك الجامع جصية مفرغة متنوعة الأشكال ومختلفة العهود .. أما الوجهات فتنتهى بشرفات مفرغة .. وبجانب المحراب منبر صنعه السلطان لاجين وحل محل المنبر الأصلى .. وهو مصنوع من الخشب المجمع على هيئة أشكال هندسية تحصر بينها حشوات محلاة بزخارف دقيقة بارزة .. وهذا المنبر يعتبر من حيث القدم ثالث وأجمل المنابر القائمة بمصر .. بعد منبر المسجد الموجود بدير القديسة كاترين بسيناء الذي أقامه الأفضل شاهنشاه في أيام الخليفة الفاطمىالآمر بأحكام الله .. ومنبر المسجد العتيق بقوص الذي أمر بعمله الصالح طلائع .. ويلاحظ تأثر الزخارف الجصية المتعددة والزخارف التي استخدمت في الأبواب بجامع سامراء حيث بدأت الأسرة الطولونية هناك قبل أن تنشئ دولتها في مصر .. هو حلقة وصل بين طرز المساجد فى العالم العربى والإسلامى ..








التعليقات