كاتبة المقال واحدة من أصغر الاعلاميات اللواتي انضممن الى عضوات الاتحاد العربي للاعلام السياحي

 

 

 

الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط، واحدة من أجمل الوجهات السياحية للمصريين والعرب والأجانب على حد سواء. إنها مدينة ذات تاريخ عريق وحاضر مزدهر، تمتاز بسماء صافية ونسيم عليل يضفي على شوارعها المرصوفة جاذبية خاصة، حيث تتناغم الطبيعة مع العمران، مشكّلة لوحة ساحرة يصعب أن تجد لها مثيلاً.

 

على شاطئ بحر هادئ بصفاء مياهه، تفتح الإسكندرية ذراعيها للزوار، حيث يمكنهم الاستمتاع بجولات بحرية على متن الزوارق والبواخر التي تطوف بالسياح دون انتظار، عارضة مشاهد طبيعية خلابة وذكريات لا تُنسى. وإلى جانب هذه الطبيعة الساحرة، تبرز البنايات الأثرية والقصور والمتاحف التي تجعل من الإسكندرية وجهة مثالية لزيارة تاريخية وثقافية.

 

وفقًا لإحصاءات صيف 2023، استقبلت المدينة حوالي 5.7 مليون سائح، جذبهم مزيج فريد من المعالم التاريخية والترفيهية، فضلاً عن التناغم الديني والثقافي الذي يميز الإسكندرية. ففي هذه المدينة التي تتنفس الحرية، يتجاور صوت الأذان من المساجد مع قرع أجراس الكنائس، مجسدة تنوعاً ثقافياً رائعاً يجمع بين الأعراق والحضارات من مختلف أنحاء العالم.

 

لا شك أن الإسكندرية، التي كانت مقصداً للإسكندر الأكبر ووجهة للرحالة، تمتاز عن غيرها من المدن الساحلية بموقعها الفريد ومناخها المعتدل، فضلاً عن توافر وسائل المواصلات الحديثة وشبكات الاتصال التي تربطها ببقية مدن العالم. وتتميز أيضاً بتنوع الإقامة، حيث تتوفر الفنادق والشقق بأسعار تناسب جميع الميزانيات، مما يجعلها وجهة مفضلة لجميع فئات السياح. وليس هذا فحسب، بل إن أهل الإسكندرية معروفون بكرمهم وحسن استقبالهم للزوار، مما يضفي على الزيارة طابعاً خاصاً من الراحة والود.

 

تزخر الإسكندرية بالمعالم السياحية التي تأخذ الزائر في رحلة عبر الزمن، منها المتحف اليوناني الروماني الذي تأسس في عام 1895 في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، ويضم 27 قاعة تعرض آلاف القطع الأثرية التي تروي تاريخ الحضارات القديمة. إلى جانبه يوجد متحف الإسكندرية القومي، الذي بُني على الطراز الإيطالي ويضم ما يزيد عن 1800 قطعة أثرية تحكي قصة المدينة عبر العصور.

 

وفي أعماق مياه خليج أبي قير، تم اكتشاف مدينة هرقليون الغارقة في عام 2000، وهي تحتضن معبدًا كبيرًا للإله آمون وتمثالاً برونزيًا للإله أوزوريس، وغيرها من الكنوز التي تنقل إلى المتحف المصري بالقاهرة.

 

أما المسرح الروماني في منطقة كوم الدكة، فهو المسرح الوحيد من نوعه في مصر، يعود إلى القرن الرابع الميلادي ويضم 13 مدرجاً تتسع لحوالي 600 شخص، مع خمس مقصورات أثرية. هذا المسرح يمثل تحفة معمارية نادرة، ويُعد من أبرز معالم الإسكندرية التي ينصح بزيارتها والاستمتاع بجمالها.

 

ولمحبي الآثار الرومانية، هناك أيضاً عمود السواري الذي يرتفع فوق تل باب سدرة، وهو خامس أعلى نصب تذكاري في العالم، وقد بُني تكريماً للإمبراطور دقلديانوس. هذا المعلم الرائع يقف كشاهد على براعة المصريين في فن العمارة والهندسة عبر العصور.

 

بزيارة الإسكندرية، يستمتع السائح برحلة تجمع بين عبق التاريخ وحداثة الحاضر، حيث لا تزال المدينة تحتفظ برونقها وجاذبيتها على مر الزمان. الإسكندرية ليست مجرد مدينة ساحلية، بل هي قصة ملهمة من الحضارة والتنوع الثقافي. وكما قيل بحق: "يا مصر أنتِ كوكبة العصر، وكتيبة النصر، وإيوان القصر"، فإن الإسكندرية هي درة تاج هذه البلاد، وواحدة من أجمل المدن التي يجب على كل محب للسفر زيارتها.

صور مرتبطة


مواضيع مرتبطة

التعليقات


الاستفتاء

الاكثر تفاعل

اعلان ممول


المواقع الإجتماعية

القائمة البريدية